بسم اللهـ الرحمن الرحيم
الآن سنبدأ معكم قصة يتم تداولها في برامج تطوير الذات وبرامج الإرشاد النفسي .
من العادات الجميلة في الجامعات الأجنبية أن خريجيها يعودون اليها بين الحين والآخر.. في لقاءات لم شمل ويتعرفون على أحوال بعضهم البعض من نجح وظيفيا ومن تزوج ومن أنجب ومن امتلك سيارة وغيرها من الأمور .
وفي إحدى تلك الجامعات التقى بعض خريجيها في منزل أستاذهم العجوز بعد سنوات طويلة من مغادرة مقاعد الدراسة وبدأ كل شخص يتحدث عن وضعه فالبعض كان مدرسا والاخر طبيبا والاخر مهندسا وكل شخص يتأفف من وضعه ومن الصوبات التي تواججه . استأذن استاذهم منهم ودخل مطبخه .
ثم عاد يحمل أبريقا كبيرا من الشاي ومعه أكواب من كل شكل ولون .
أي ان الاكواب ليست متشابهة فبعض الأكواب كانت في منتهى الجمال تصميماً ولوناً وبالتالي كانت باهظة الثمن ..بينما كانت هناك أكواب عادية
قال الأستاذ لطلابه
تفضلوا ، و ليصب كل واحد منكم لنفسه الشاي..وعندما بات كل واحد من الخريجين ممسكا بكوب تكلم الأستاذ مجددا..هل لاحظتم ان الأكواب الجميلة فقط هي التي وقع عليها اختياركم وأنكم تجنبتم الأكواب العادية؟
ومن الطبيعي ان يتطلع الواحد منكم الى ما هو أفضل وهذا بالضبط ما يسبب لكم القلق والتوتر..ما كنتم بحاجة اليه فعلا هو الشاي وليس الكوب.. ولكنكم تهافتم على الأكواب الجميلة الثمينة..و بعد ذلك لاحظت أن كل واحد منكم كان مراقباً للأكواب التي في أيدي الآخرين
فلو كانت الحياة هي الشاي فإن الوظيفة والمال والمكانة الاجتماعية هي الأكواب وهي بالتالي مجرد أدوات ومواعين تحوي ( الحياة ونوعية الحياة
الشاي يبقى نفسه لا يتغير
و عندما نركز فقط على الكوب فإننا نضيع فرصة الاستمتاع بالشاي وبالتالي أنصحكم بعدم الاهتمام بالأكواب والفناجين وبدل ذلك أنصحكم بالاستمتاع بالشاي .
في الحقيقة هذه آفة يعاني منها الكثيرون.. فهناك نوع من الناس لا يحمد الله على ما هو فيه مهما بلغ من نجاح .
لأنه يراقب دائما ما عند الآخرين . لذلك استفد مما عندك من إمكانات فما تملكه أنت قد لا يملكه غيرك
موفقين لكل خير
منقووول